سورة ق - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ق)


        


{ق} قُضي ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة {والقرآن المجيد} الكبير القدر و الكثير الخير.
{بل عجبوا} يعني: كفَّار مكَّة {أن جاءهم منذر منهم} محمدٌ عليه السَّلام، وهم يعرفون نسبه وأمانته {فقال الكافرون هذا شيء عجيب} يعني: هذا الإنذار الذي ينذرنا.
{أإذا متنا وكنا تراباً} نُبعث؟ وهذا استفهامُ إنكارٍ، وجوابه محذوفٌ، ثمَّ انكروا ذلك أصلاً، فقالوا: {ذلك} أَيْ: البعث {رجع بعيد} ردٌّ لا يكون. قال الله تعالى: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} ما تأكل من لحومهم {وعندنا كتاب حفيظ} أَي: ْ اللَّوح المحفوظ من أن يدرس ويتغيَّر، وفيه جميع الأشياء المقدَّرة.


{بل كذَّبوا بالحق} أَيْ: بالقرآن {لما جاءهم فهم في أمرٍ مريج} مُلتبسٍ عليهم، مرَّةً يقولون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ساحرٌ، ومرَّةً: شاعرٌ ومرَّةً: مُعلَّمٌ، ثمَّ دلَّهم على قدرته فقال: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج} شقوق. وقوله: {من كلِّ زوج بهيج} أَيْ: من كلِّ لونٍ حسنٍ.
{تبصرة} فعلنا ذلك تبصيراً وتذكيراً ودلالةً على قدرتنا {لكلِّ عبد منيب} يرجع إلى الله تعالى، فيتفكَّر في قدرته. وقوله: {وحبَّ الحصيد} أَيْ: ما يُقتات من الحبوب.
{والنخل باسقات} طوالاً {لها طلع نضيد} ثمرٌ متراكبٌ.
{رزقاً للعباد} أَيْ: آتينا هذه الأشياء للرِّزق {وأحيينا به} بذلك الماء {بلدة ميتاً كذلك الخروج} من القبور.


{وقوم تبع} وهو ملكٌ كان باليمن أسلم، ودعا قومه إلى الإِسلام فكذَّبوه وقوله: {فحقَّ وعيد} وجب عليهم العذاب.
{أفعيينا بالخلق الأول} أَيْ: أَعجزنا عنه حتى نعيى بالإعادة {بل هم في لبس} شكٍّ {من خلق جديد} أَيْ: البعث.
{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} يحدثه قلبه {ونحن أقرب إليه} بالعلم {من حبل الوريد} وهو عرقٌ في العنق.
{إذ يتلقى المتلقيان} أَيْ: المَلكان الحافظان يتلقَّيان ويأخذان ما يعمله الإنسان، فيثبتانه. {عن اليمين وعن الشمال قعيد} قاعدان على جانبيه.
{ما يلفظ} يتكلَّم {من قول إلاَّ لديه رقيب} حافظٌ {عتيد} حاضر.
{وجاءت سكرة الموت} أَيْ: غمرته وشدَّته {بالحق} أَيْ: من أمر الآخرة حتى يراه الإنسان عياناً. {ذلك ما كنت منه تحيد} أَي: ْ تهرب وتروغ: يعني: الموت.
{ونفخ في الصور} أَيْ: نفخة البعث. {وذلك يوم الوعيد} الذي يُوعد الله به الكفَّار.
{وجاءت كلُّ نفس} إلى المحشر {معها سائق} من الملائكة يسوقها {وشهيد} شاهدٌ عليها بعملها، وهو الأيدي والأرجل، فيقول الله تعالى: {لقد كنت في غفلة هذا} اليوم {فكشفنا عنك غطاءك} فخلينا عنك سترك حتى عاينته {فبصرك اليوم حديد} فعلمك بما أنت فيه نافذٌ.
{وقال قرينه} أَيْ: المَلك الموَّكل به: {هذا ما لديَّ عتيد} هذا الذي وكَّلتني به قد أحضرته، فأحضرت ديوان أعماله، فيقول الله للملَكين الموكَّلين بالإِنسان: {ألقيا في جهنم كلَّ كفار عنيد} عاصٍ مُعرضٍ عن الحقِّ.
{مناع للخير} للزَّكاة المفروضة وكلِّ حقٍّ في ماله {معتد} ظالمٍ {مريب} شاكٍّ.

1 | 2